الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{السَّلْمِ} بفتح السين وكسرها الصلح وقد قرئ بهما.{يَتِرَكُمْ} ينقصكم من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا من ولد أوأخ أوحميم من الوتر وهو الأنفراد وفي المختار: ووتره حقه يتره بالكسر وترا بالكسر أيضا نقصه وقوله تعالى: {ولن يتركم أعمالكم} أي في أعمالكم كقولهم دخلت البيت أي في البيت وأوتره أفذّه ومنه أوتر صلاته. وأوتر فرسه وتّرها توتيرا بمعنى وفي المصباح: يقال وترت العدد وترا من باب وعد أفردته وأوترته بالألف مثله ووترت الصلاة وأوترتها جعلتها وترا ووترت زيدا حقّه أثره من باب وعد أيضا نقصته ومنه من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله بنصبها على المفعولية.{فَيُحْفِكُمْ} يبالغ في طلبها حتى يستأصلها فيجهدكم بذلك فالإحفاء المبالغة وبلوغ الغاية في كل شيء ويقال أحفى شاربه استأصله وفي القاموس: وحفا شاربه بالغ في أخذه كأحفاه.
واسم زائد {غير آسن} على فاعل من آسن بفتح السين. واسن من آسن بكسرها. وهى لغة. و{لذة} صفة لخمر. وقيل هو مصدر: أي ذات لذة. و{من كل الثمرات} أي لهم من كل ذلك صنف اوزوجان {ومغفرة} معطوف على المحذوف أو الخبر محذوف: أي ولهم مغفرة.قوله تعالى: {كمن هو} الكاف في موضع رفع: أي حالهم كحال من هو خالد في الاقامة الدائمة. وقيل هو استهزاء بهم: وقيل هو على معنى الاستفهام: أي أكمن هو. وقيل هو في موضع نصب أي يشبهون من هو خالد فيما ذكرناه. و{آنفًا} ظرف: أي وقتا مؤتنفا. وقيل هو حال من الضمير في قال.أي مؤتنفا {والذين اهتدوا} يحتمل الرفع والنصب {وآتاهم تقواهم} أي ثوابها.قوله تعالى: {ان تاتيهم} موضعه نصب بدلا من الساعة بدل الاشتمال.قوله تعالى: {فأنى لهم} هو خبر و{ذكراهم} والشرط معترض: أي انى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة. وقيل التقدير: انى لهم الخلاص إذا جاء تذكرتهم.قوله تعالى: {نظر المغشى} أي نظرا مثل نظر المغشى. و{أولى} مبتدأ. و{لهم} الخبر وأولى مؤنثه أولات. وقيل الخبر {طاعة} وقيل طاعة صفة. لسورة. أي ذات طاعة أو مطاعة. وقيل طاعة مبتدأ. والتقدير: طاعة وقول معروف امثل من غيره. وقيل التقدير امرنا طاعة {فإذا عزم الأمر} العامل في إذا محذوف تقديره: فإذا عزم الأمر فاصدق. وقيل العامل {فلو صدقوا} أي لوصدقوا إذا عزم الأمر. والتقدير: إذا عزم أصحاب الأمر أو يكون المعنى تحقق الأمر. و{ان تفسدوا} خبر عسى. وان توليتم معترض بينهما. ويقرأ {توليتم}: أي ولى عليكم.قوله تعالى: {أولئك الذين} أي المفسدون. ودل عليه ما تقدم.قوله تعالى: {الشيطان} مبتدأ. و{سول لهم} خبره. والجملة خبر ان. و{أملى} معطوف على الخبر. ويجوز ان يكون الفاعل ضمير اسم الله عزوجل.فيكون مستانفا. ويقرأ {أملى} على ما لم يسم فاعله وفيه وجهان: أحدهما القائم مقام الفاعل لهم. والثانى ضمير الشيطان.قوله تعالى: {يضربون} هو حال من {الملائكة} أو من ضمير المفعول. لأن في الكلام ضميرا يرجع اليهم.قوله تعالى: {ثم لا يكونوا} هو معطوف على {يستبدل}. والله اعلم. اهـ.
|